اخبار العربيه

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١١

زويل لـ"لوس أنجلوس تايمز": تأثيرى لن يكون فى الترشح للرئاسة وإنما فى بناء مؤسسات الديمقراطية والعلوم.. ومبارك أعطى أمرا بتنفيذ مشروعى ولكن عرقلته البيروقراطية

الدكتور أحمد زويل
كتبت رباب فتحى

قال الدكتور، أحمد زويل فى حوار أجرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن هناك حركة تنادى بترشحه للرئاسة، ولكنه خلص إلى أن السبيل الأفضل للمساعدة هو أن يعلب دورا كعالم، مشيرا إلى أن ما تحتاجه مصر الآن هو شخص بعيد عن المشهد السياسى، والانقسامات السائدة والأحزاب.

ومضى يقول "أفضل أن أحظى بالتأثير أكثر من مقاليد القوى، فالتأثير بالنسبة لى هو بناء مؤسسات الاستقلال والديمقراطية فى محاولة لمساعدة مصر على استعادة مكانتها المميزة فى التعليم والعلوم والتكنولوجيا، ولا يمكنك فعل هذا كشخص واحد، ولكن مع العمل فى مجال العلوم، شخص مثلى بإمكانه لعب دور أكثر أهمية من مجرد الانضمام إلى الركب السياسى.

وسألت المحررة، بات موريسون، زويل عما فعله عند بدء الثورة، فرد قائلا "لقد ترددت على مصر طوال الـ30 عاما الماضية، وتوقعت حدوث أمر ما، فالفساد كان مستشريا، ومستوى التعليم كان متدهورا بالمقارنة بالتعليم الذى حظيت به- إذ كان ممتازا- فى الوقت الذى أصبح فيه الأغنياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقرا".

وأضاف "توقعت أن يقوم بالثورة الشباب أو الفقراء فقط، أو أن تحرق المبانى، أو أن يتدخل الجيش، أو أن تفعل جماعة "الإخوان المسلمين" أى شىء، ولكن ما لم أتوقعه هذه الحركة المدنية المنظمة، وعندما اندلعت، قررت أن أدعم الشباب لأننى أعلم جيدا أنهم بانتظار أن يقول شخص مثلى شيئا ما، وبالفعل تحدثت إلى الملايين وقلت "حان الوقت لأن يتنحى الرئيس مبارك".

وأشار زويل إلى أنه طلب منه الانضمام إلى "مجلس الحكماء"، وتحدثت مع الوزراء ورؤساء المنظمات الإسلامية، وقابلت زعماء جماعات من الثوار، وكانوا عازمين على تغيير مستقبلهم، وبعد 18 يوما من الثورة، تنحى مبارك، وأصبح الباقى تاريخيا.

وعن شعوره بعد وقوع الثورة، قال زويل، "الدموع كانت تملأ عينى، فمصر أول ديمقراطية فى الشرق الأوسط، والسيدات لم تكن ترتدين الحجاب فى العشرينيات، ومصر دولة حضارة وثقافة ولا يجب أن تعانى.

وسألت موريسون زويل، عن مدينة العلوم والتكنولوجيا قائلة إن بدايتها كانت متزامنة مع حصوله على جائزة نوبل عام 1999، فرد الأخير قائلا "بعدما ذهبت إلى ستوكهولم، تقابلت مع الرئيس مبارك وأخبرته أن مصر تحتاج إلى المزيد من تفعيل العلم والتعليم، ومما رأيته، أعطى الرئيس السابق أمرا بالتنفيذ، وبعد ذلك تقريبا بـ12 عاما، أعتقد أنى نجحت وفشلت".

"أعتقد أنى نجحت فى إثارة شغف المصريين بشأن أهمية العلوم، وأنه السبيل الوحيد لدفع مصر بعيدا عن عصر الظلام الذى تعيش فيه، ولكن من ناحية أخرى، فشلى كان يكمن فى أنه كلما وجدتنى الحكومة تزداد شعبيتى مع الجموع، كانوا يشعرون بالغيرة لأنهم كانوا يخشون أن أحل محلهم، لذا قاموا بجميع الحيل، ووضعوا المشروع قيد الآلية البيروقراطية المصرية، وظلوا يؤجلونه".

والآن صوتت الحكومة المؤقتة بالإجماع على إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا فى مايو الماضى، مما سيمنحنا الفرصة لتوجيه دفة البلاد نحو الاتجاه الصحيح. والوضع السياسى معقد للغاية، ناهيك عن الوضع الاقتصادى، ولا أعتقد أن البلاد ستتمكن من الوقوع على قدميها فى غضون شهر أو اثنين، فالمسألة أشبه بالمشروع الوطنى، مثل مشروع السد العالى.

وعما إذا كان المتشددون الدينيون يعرقلون عملية إنعاش العلوم والتكنولوجيا، قال زويل إن هذا تساؤل هام للغاية بالنسبة للغرب، ولكن "لا يوجد فى الإسلام ما يرفض عملية البحث عن المعرفة، وإلا فكيف أنتج هذا الجيل من عمالقة العلوم عندما كانت أوروبا منغمسة فى العصور المظلمة. وحقيقة الأمر لم أر أى مقاومة من المتشددين عندما يتعلق الأمر بالبحث عن المعرفة، وهناك سياسة فى الدين ودين فى السياسة، وهذا يوجد فى مصر ويوجد فى الولايات المتحدة كذلك، لذا إذا نجحت الديمقراطية، كل شىء بعدها ممكن. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق